Monday, November 19, 2007

صرخة تانية لنفس المطلقة المكبوتة


سُئلت أكثر من سؤال في أكثر من موضوع لم أذكره في بلوجي السابق (صرخة مطلقة مكبوتة )
وقالت لي الكثيرات من صديقاتي: أرجوكِ قولي كل ما عندك وفضفضي ولا تخفي شيئا لعل أزواجنا يشعرون بنا -المتزوجات منهن طبعا، والمطلقات منهن لعل كلامي يشفي غليلهن مع أني طلبت منهن الكتابة والفضفضة لما وجدت في ذلك من أثر طيب في نفسي وفتح المجال للنقاش وتبادل الآراء والمواقف المختلفة التي يصعب على الناس فهمها بل وتصديقها في بعض الأحيان.

أسباب طلاقي

أعزائي .. لم أذكر أسباب طلاقي لاعتقادي أنها ليست محور المشكلة وليكن السبب الرئيسي من وجهة نظري وجيها جدا ولكن من وجهة نظر الآخرين غير ذلك. وأحب أن أوضح أنها مشكلة تواجه كثيرا وكثيرا من الزوجات في وقتنا الحالي، ومنهن من ترفض الاستمرار مثلي ومنهن من ترتضي الحياة كما هي لأسباب عديدة من أهمها وجود الأولاد ورغبة الزوجة في الستر والحياة كما هي مثل ما يقولون (أهي عيشة والسلام وظل راجل ولا ظل حيطة).

وهذه المشكلة -التي هي سبب طلاقي- هي اعتماد الرجل على المرأة، وأعني في كل شيء (ماديا ومعنويا) وهذا أصعب شيء ممكن يدمر العلاقة بين الزوجين، ولا أعني ذلك عدم المشاركة في متطلبات الحياة -لا سمح الله- حتى لا تظنوا بي الظنون؛ فالمشاركة مطلوبة ولكن الاعتمادية شيء آخر هو ما أعنيه وكأنه حق مكتسب للرجل لا يرضى بديلا عنه ولا يرضى أقل منه إذا سمحت به الزوجة منذ البداية.

لا أعلم لماذا يشكل هذا الموضوع نسبة كبيرة جدا من الزيجات الآن؟ هل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد؟ أم الأهم من ذلك غياب الدين في حياتنا؟.. أنا رأيي الشخصي أن غياب الدين والجهل بمعرفة دور الزوج الحقيقي في حياة الأسرة هو السبب ويؤدي ذلك انهيار تام للعلاقة بين الزوجين لاعتماد الزوجة على نفسها في كل شيء وفقدها احتواء الزوج وعدم تحمله للمسئولية فتختل موازين الحياة وتنهار الأسرة ويفقد الزوجان احترامهما لبعض، ثم.. تعلمون الباقي حضراتكم.

وبعد الانهيار -والذي لا يكون سهلا كما يتصور البعض، وإنما لا بد من وجود تنازلات من قبل (عادة) المرأة إذا كانت هي المطالبة بالطلاق- يبدأ الابتزاز المادي وطلب التنازل عن المؤخر (إن وجد) والنفقة وأي التزامات أخرى في مقابل حصولها على الطلاق (وإذا كان عاجبك، ولو لم تتنازلي خليكي كده مثل البيت "الوقف" لا زوجة ولا مطلقة وأنا من بكرة هتجوز ست ستك) طبعا هذا قبل نظام الخلع.

الواقع يتكلم

على فكرة أنا لا أقول قصصا وروايات إنما حقائق وربنا شاهد على كلامي وحدثت معي أنا شخصيا وتنازلت بالفعل عن كل شيء في مقابل الحصول على الطلاق، وبعد التنازل المغلف بالقهر والإذلال حتى تنجو المرأة من هذا الطوق تبدأ الأطواق الأخرى في فرض حصارها على الرقبة المجروحة التي لم تشف بعد من جرح طوق الطلاق وهي أطواق الأهل وما أدراك ما أطواق الأهل.

"أنت السبب".. "لم تقيمي لنفسك كرامة من الأول".. "لو لم تكوني على هذا الحال لم يكن قد عاملك بهذا الشكل"... وأشياء أخرى من هذا القبيل، ثم يأتي التضييق: (رايحة فين وجاية منين وشغلك بيخلص إمتى)، مع العلم أنهم يعلمون مواعيدها من قبل، و(من الذي يكلمك في التليفون ده ووووو .... إلخ).

فيض من الأسئلة التي تحرق الدم والتي لم تكن تثار وأنت فتاة لم تتزوج بعد. ولكن بعد الطلاق يتبدل الحال ويصبح على المطلقة من المحال لأنها لم تعد "بنت البنوت" وهي الحالة التي يستحيل معها الخطأ كما يعتقد البعض وإنما أصبحت كمن هتكت عرضها ومستباحة لأي شخص وتقال لها بصراحة ووضوح: (إنتي خسرانة إيه، متجربي ولو مش مبسوطة خلاص ولا يهمك عادي) وكأن الخسارة التي تخسرها المرأة هو غشاؤها فقط وبدونه تصبح في نظر الآخرين وهي بدون زوج عاهرة ومستباحة لأي شخص.

الزواج العرفي

عفوا يا سادة لصراحتي ولكن هذا ما يحدث ولا تستطيع بعض المطلقات قوله لخجلهن منه، ومنهن من لا يقلن لأنهن -والله أعلم بما في النفوس- يردن ذلك، ولكن للأسف معظم الرجال لا يفرقون -إلا ما رحم ربي- بين هذه وتلك، ويدفعون بالمطلقة لأكثر من اتجاه من إحباطها من هذه النظرة.

فمن المطلقات من تنحرف ومنهن من تتزوج عرفيا -وهو موضوع منتشر جدا لأبعد الحدود الآن بين المطلقات والأرامل.
وحتى ذلك الزواج له شروط وأسباب وجيهة عند الرجل كأن يقول الرجل من هؤلاء: (مراتي غيورة جدا عليا ورافضة تماما إني أتجوز تاني عليها وأرجوكي أنا محتاجلك جدا ومش عايز أعمل أي حاجة غلط تغضب ربنا ومقدرش أستغنى عنك أبدا واستحمليني لغاية ما أقدر أقنع زوجتي وعلشان كمان أولادي.. أرجوكي اقفي جنبي علشان أقدر أكمل حياتي...) إلخ هذا الكلام الذي يوجع القلب ويدوخ المشاعر المكبوتة والمحتاجة لأن تخرج في النور وليس في الظلام.. بالله عليكم أهذا ما يحدث أم أنا "غلطانة"؟.

وتصدق المطلقة المسكينة الوحيدة المشتاقة للحب والحنان والاحتواء والحماية والأمان المزعوم الذي يعوضها الفشل السابق وتطلب العفة في الحلال، وتقبل هذا الوضع "المهين في نظري" على أمل أن يكون في النور.

ويحدث بعد ذلك شيئان: إما أن يأخذ هذا الزوج متعته التي افتقدها مع زوجته وأم أولاده سواء كانت العاطفية أو الجنسية ويفيق بعد ذلك على عدم قدرته على مواجهة زوجته بالأمر فيأخذ قراره بترك الزوجة الثانية وبسرعة قبل أن تحدث الكارثة،
أو تحدث الكارثة بالفعل (عن طريق ولاد الحلال طبعا) وتعلم الزوجة بهذا الزواج وهنا يبدأ "السيناريو" المعروف لدى الجميع وتضع الزوجة الأولى الزوج في الاختيار المعهود (يا أنا يا هي يا روح ....... ما علينا) وطبعا بمنتهى السهولة تذهب للجحيم الزوجة الثانية إرضاء للأولى وتعيش المأساة مرة أخرى.

تعدد الزوجات

ولي هنا وقفة -يا جماعة- مع الزوجة إذا أراد زوجها الزواج بأخرى، وهذه مشكلة أثيرها ليس لكوني مطلقة وأقبل (طبعا مش بمزاجي) الزواج من شخص متزوج ولكن بعلم ورضا زوجته حتى يمكن أن تستقيم الحياة كما ذكر الشرع، وهذه هي المشكلة التي أفجرها بمنتهى البساطة يا سادة وهي أن الزوجات يقبلن (آه والله) أن يكون لأزواجهن علاقات من أي نوع غير سليمة ولا يقبلن أن يكون لهم زوجة أخرى.

وهذا ما يحدث يا سادة وسمعته من أفواه الزوجات "العاقلات المتدينات" وهن يقلن: (يمشي زي ما هو عايز ويعرف زي ما هو عايز وي.... زي ما هو عايز ...... لكن يتجوز لا وألف لا).. بالله عليكم هل هذا يرضي الله عز جل؟؟.

أنا لا أناقش ولا أفتح موضوع تعدد الزوجات لأنه قتل بحثا قبل ذلك، والزوجات لا يقتنعن ولا بعد مائة عام به، ولكن أطرح قضية ملايين المطلقات والأرامل -وأنا واحدة منهن- وما لهن من متطلبات مادية ومعنوية وجسدية، وكيف نتعامل مع هذه القضية وهي مشكلة أصبحت خطيرة بالفعل ولا داعي لأن ندفن رءوسنا في الرمال ونقول أمام المرآة: إحنا تمام وبمب!! زي ما قال وزير الصحة في فيلم النوم في العسل

عروض سرية

يا جماعة أسفة جداً أثقلت عليكم هذه المرة، ولكن طلبتِم مني الفضفضة، وهأنذا أفضفض ببعض المآسي التي مرت بي منذ طلاقي وحتى الآن، ومن أصعبها عروض الزواج السرية الكثيرة جدا التي عرضت عليّ من قبل رجال غاية في الاحترام والتدين، ولكن نظرة المجتمع أيضا لمن يتزوج زوجتين نظرة عقيمة جعلت الرجال يخشون المغامرة ويبعدون تماماً عن الشرع مقابل إرضاء الناس والمجتمع والعرف، ويبعدون كذلك عن المثل القائل "زوج الاثنين يا فاجر يا قادر

وطبعا لا يجرؤ أي شخص على البوح بما يريد من زواج إلا إذا كان من الجرأة بمكان لتحمل ما يحدث له أولا من قبل زوجته ومن قبل المجتمع المحيط به، وطبعا لازم يأتي على المسكينة التي تقبل الزواج السري ولازم تستحمل أي شيء من اضطهاد وعدم خلفة ووووو...، إذا كان عاجبها

ونأتي لنوع آخر من عروض الزواج للمطلقة من أزواج يريدونهن أمًّا بديلة لأولادهم لموت الأم أو طلاقها، وذلك في مقابل البيت والأسرة المفتقدة التي تحتويها بكل الحب والحنان... إلى غير ذلك من هذه الشعارات.

وتقبل المطلقة وتدخل الحياة بأمل جديد وتفاجأ بحياة لا بد من أن تعيشها بدون أي شكوى ووجود مسئولية أولاد ليسوا منها، وإجبارها أن تكون أمًّا بديلة لهم بدون حتى مقابل معنوي من الإحساس بها كأنثى أولا قبل فرض الأمومة عليها ومنعها في معظم الأحيان من أن تكون أمًّا لطفل من أحشائها.

وسوف تقولون لي بأنها تعلم ذلك من قبل الزواج؟؟ وإيه إالى غاصبها ؟؟ ولكن أقولها لكم : ليس كل مطلقة تقبل الزواج من رجل له أولاد تقبل بصدر رحب 100%، وقبول الفكرة لا يكون إلا لظروف معينة، ومهما كانت درجة حبها لهذا الشخص يظل لـ "عبء الحياة ومتطلباتها الشخصية كأنثى" قدر كبير داخلها، ويكون خوفها الشديد والمريع والشنيع من
الفشل مرة أخرى هو الدافع لعدم الشكوى من أي شيء. مهما كانت

وذلك مما يضطرها إلى تقبل الحياة كما هي، وهذه هي المشكلة الكبيرة جدا جدا التي أختم بها كلامي مع أني لا أريد التوقف، ولكن حتى لا أكون ثقيلة بقدر كبير هذه المرة.

فمن أهم مشاكل المطلقة المقبلة على زواج ثان خوفها الشديد من الفشل الثاني لأن وقتها المجتمع من حولها لن يرحمها، وسيلقي عليها كل اللوم والعتاب وتبعية أي فشل آخر وكأنها المسئولة الوحيدة عن الطلاق وانهيار الأسرة وليس الرجل.
فعند اختيارها أي شخص مرة أخرى حتى لو كان هذا الاختيار تحت أي ضغوط مثل الحاجة -سواء المادية أو المعنوية أو الجنسية- فإنها تستبعد تماما أي فشل مرة أخرى وتتحمل وتتحمل حتى لا يقال إنها فاشلة ولا تستطيع الحياة مع الرجل وهو الملاك الطاهر البريء. إلي الجناحات طالعة من قفاه

سامحوني إذا كنت قاسية بعض الشيء على الرجل، ولكن لا أنكر أنه يوجد رجال أفاضل يستحقون الإجلال والتقدير ويعلمون جيدا حق المرأة ويحافظون عليها، ولكن يا سادة هذا جزء صغير مما يحدث في مجتمعنا الحالي مع المطلقات.
وكلنا يعلم ذلك والرجال والزوجات يعلمون ذلك، ومع كل هذا فستظل الزوجة ترفض زواج زوجها مرة أخرى ليعف امرأة مطلقة أو أرملة، وسيظل الزوج يعرض الزواج السري على المطلقة، (وكفاية عليها كده)، وستظل المطلقة تعاني من مجتمع ينظر لها على أنها درجة (ثالثة كمان) وليست ثانية وذلك لمجرد أنها مطلقة.

وإذا كنت "غلطانة" في حاجة أرجوكم صارحوني وبدون إحراج.

وآخر كلمة قالتها لي صديقة في أثناء طلاقي: (خدي بالك، بعد كده إنتي سوف تُختاري) -بضم التاء- ولا تَختاري (بفتح التاء).. فكروا فيها براحتكم.

Saturday, November 3, 2007

مذكرات قطة


من صغري وأنا بحب القطط وبموت فيهم واكتشفت لما كبرت شوية إنها وراثة من جدي "رحمه الله" لأن كان بيته مثل قصر الفنان أحمد مظهر في فيلم الأيدي الناعمة كله قطط -عائلات لو سمحتم

جدي كان بيته على نيل محافظة من محافظات مصر الحبيبة عبارة عن دور واحد وحوله جنينه كبيرة فيها زرع أخضر كتير وباذنجان أسود (آه والله) وحاجة حلوة كده لونها اسود وحجمها مثل البلح اسمها "بامبوزة" ومحدش يسألني يعني إيه كنا بناكلها وخلاص، ونتجمع عنده أنا وأخواتي وأولاد عمي وأولاد عماتي ونلعب بالقطط مع الاحتفاظ بمكانتهم ووضعهم كأفراد من داخل الأسرة وجدي كان حريص عليهم كل الحرص من غير لا دكاترة ولا يحزنون

مرت السنين وبيتنا العامر في قاهرة المعز لا يخلو من القطط لأن أبي "رحمه الله" كان يحبهم ويشجعنا على تربيتهم وطبعا ماما كانت راضية على مضض لأننا أغلبية أنا وأخوتي ووالدي ضدها لكن ساعة الجد طبعا كلامها هو إلي مشي على الكل "ديمقراطية طبعاً" زي ما انتم عارفين

أول قطة

أول قطة في حياتي كنت وقتها في ابتدائي ورحت أنا ووالدتي وأخوتي إلى نادي الشمس صباحاً "مش أعضاء ولا حاجة دي كانت زيارة كده وخلاص" وتناولنا على ما افتكر وجبة الغذاء وشدينا الرحال للبيت وفجأة سمعنا مواء قطة صغيرة ولم نراها وأنا أصابني الجنون من صوتها الرقيق الذي يدل على صغر سنها، وبعد بحث قصير داخل الزرع أطل منه أحلى وأروع وجه لقطة صغيرة رأيته في حياتي حتى الآن وهي صغيرة لها من العمر شهرين على الأكثر ولونها أبيض ناصع البياض وأذنيها وذيلها فقط باللون الأسود وكانت من النوع الرومي المنفوش الرائع الجمال وواضح إنها تاهت من صاحبها في النادي وفي لحظة كانت في حضني تتمسح فيا وبدون وعي بكيت بدموع العين لأمي كي أحتفظ بيها وأعود بها إلى المنزل.

بعد جدال قصير وبكاء غزير مني وافقت أمي الحبيبة على شرط أن نبحث عن أحد فقد منه قطة في النادي "لأن شكلها بنت ناس وضايعة من حد" وبعد فترة قصيرة من البحث الوهمي طبعا قررنا نرجع منزلنا ويا دار ما دخلك شر ومعنا هذا الكائن الجميل.

على ما أتذكر ركبنا الأوتوبيس من عين شمس لغاية شبرا وأمي تحمل القطة في حضنا وتكاد تكون غير ظاهر منها غير رأسها فقط كي تتنفس وقام أحد الرجال بمنتهى الشهامة حتى تجلس أمي والقطة "وإحنا مش مهم طبعاً" ورجعنا منزلنا وبدأت تتعرف على البيت وتعيش حياتها.

سنين لا أعلم عددها عاشتها معنا هذه القطة الجميلة وبعد عدد لا بأس به من الولادات والأطفال الصغيرة - انحدار ملحوظ في الجمال نتيجة اختلاط الأنساب ما بين الرومي والبلدي إلى على السلالم- قررت ماما التخلص منها ومن كل أولادها مع بقاء الأجمل فيهم فقط ... وقبل ما نترك الحديث عن هذه القطة الفذة "فعلاً بدون مجاملة أحب أوضح حاجة لو كان أيامها ممكن تتسجل أو تتصور - مكنش عندنا كاميرا فيديو في البيت الحقيقة – كانت ممكن تدخل موسوعة "جينيز ريكورد" وهي أن هذه القطة الجميلة تقضي حاجتها في قاعدة المرحاض الإفرنجي مش البلدي طبعاً – مش بهزر بجد – وتشرب من الصنبور بعد فتحه فتحة صغيرة "سرسوب" وصدقاً بدون أن يعلمها أحد ذلك من أهل البيت وكانت بذلك معجزة من المعجزات والتي تستحق الإعجاب والتقدير.

ثاني قطة


ثاني قطة قضت معنا فترة طويلة وهي بنت الأولى البيضاء وكانت رائعة الجمال وبها كل ألوان الطيف وذات ذيل منفوش ورائع وأختي كانت تتمنى أن تقطعة وتنظف به الشيش الخشب "شريرة شوية أختي"

بعد مدة كبيرة من حياتها معنا قررت الهرب مع قط الجيران وكانت لي صدمة كبيرة ولا أعلم السبب وأمي لا تستطيع البوح به ولكنها تقول: معلش حبيبتي يمكن زهقانة مننا شوية... وأنا أصدقها طبعاً وأبكي من الضيق على فراقها وكأن انتزع جزء من قلبي وذهب مع الريح

أسماء القطط


أغرب أسماء لقطط ممكن تصادفها في حياتك وأرجوكم لا تسألوني ما معناها أو من اسماهم هكذا لأن كل اسم له موقف وشخص أطلقه وبالتالي ضاعت معالم هذا الموضوع منذ زمن ولا أستطيع تذكره في الوقت الحالي ولكني أتذكر الأسماء جيداً وهم كالتالي: فستكانة (الأم البيضاء) – باستف (الابنة الملونة) – أوستف (أخوها الذكر) – وباقي أسماء لا أذكرها بالتحديد

قررت أمي بعد عاشر قطة تقريبا أن تبعد القطط عن البيت بحجة إصابتها بالحساسية من شعرهم المتناثر وهي في الحقيقة تعبت من خدمتهم وخدمتنا، ونظراً لأنها لا تستطيع تسريبنا نحن فقررت تسريب القطط كلها ... وبعد عناء شديد تأقلمت "على مضض لفترة" على عدم وجود قطة في حياتي ولكن عاد لي حنيني لهم وطبعا هتقولوا ليه حبي الشديد للقطط وأقولكم بصراحة إنها أجمل كائن رقيق وحنون في الدنيا بالنسبة لي، كم أحس بحنانها وحبها لي واحتياجها الشديد لي كي أطعمها واشربها وتنتظرني حتى أعود من الخارج كي العب معها واجننها على رأي ماما وهي تتهمني كل مرة بلهجتها الآمرة "أنتي إلي جننتي القطة" ولا أعلم لماذا تكون غاضبة منهم؟؟ هل لأنها كانت تمضغ الشربات الفيلية الخفيفة وتتركها كلها خروم؟ أم تجرجر الطرح على الأرض وتتركها تحت السرير؟ أم ساعات تقضي حاجتها على الأرض؟ مع إنها حاجات لا تسبب الغضب إطلاقاً!!

قطة المدير

عملت لفترة في شركة خاصة للهواتف المحمولة وكان مديرها من النوع الراقي جداً الذي يملك مزرعة "اللهم لا حسد" مثل أفلام التليفزيون العربي بها حيوانات وكلاب وغزلان ونعام وحاجات كده، والغريب إنه يمتلك حوض كبير به ثعابين يربيهم "آه والله هو قالي كده" والحمد لله لم أذهب هناك لأني بترعب منهم، وذات يوم فوجئت به يحمل قفص صغير فسألته عن ما به وفوجئت بقطة شيرازي رمادية اللون صغيرة رائعة الجمال عمرها لا يزيد عن ثلاث شهور وقال لي أنه لا يعلم ماذا يفعل بها لأن أبنه قد أصابه حساسية شديدة لا يستطيع معها تحمل القطة في المنزل، ولا يستطيع إبقائها في المزرعة حتى لا تأكلها الكلاب هناك، قولت له بمنتهى الشجاعة "أنا أخدها حضرتك" - وكأن الأمر بيدي وحدي – وقال لي بس أرجوكي حافظي عليها لأنها مأصلة وبنت عيلة ولها شهادة ميلاد ومن روسيا مش من هنا وغالية كمان وأنا طبعا فمي مفتوح من إلي بسمعه وبقوله "طبعاً يا فندم متخفش دي في عنيا" وكنت أول مرة اسمع بالقطة إلي ليها نسب وبنت عيلة دي لكن اهو إلي يعيش يا ما يشوف يا سادة يا كرام

طبعاً مدركين الرعب إلي أنا فيه من ماما إنها لا ترضى بدخول قطة تاني البيت بعد هذه الهدنة، ولكن بعد مكالمة تليفون وشوية محلسة مني ذهبت بها للمنزل وكانت المفاجأة.... ماما أعجبت بها جداً وبشكلها الجميل الذي لم يرد علينا من قبل وقبلت على مضض وجودها لفترة مؤقتة كما قولت لها لأنها يا حرام مش معقول تروح وسط الكلاب يفترسوها وهيا بنت ناس ومأصلة كما قالي المدير "الناس في الشوارع على الأرصفة يفترسها الجوع والبرد" ما علينا، وبدأت حياتها معنا التي لم تدوم أكثر من عدة شهور فقط وبعد عدة مواقف "بسيطة جداً على ما أظن" قالتها أمي صريحة ومدوية "يا أنا يا القطة في البيت" ومش عارفة برضة ليه الغضب الشديد ده منها؟؟ جائز علشان جبت قلم ليزر وكانت تجري وراءه وعلى ظهر أمي وعلى الستائر؟؟ وكانت بتعضعض الطرح بتاعة ماما وترميها تحت السرير؟؟ مش عارفة مع إنها حاجات بسيطة أوي وطبعاً لأن البقاء للأقوى دائماً رجعت القطة للمدير تاني بدموع عنيا وتصدقوا السواق بتاعه جه أخدها من البيت وهيا بتصرخ ومش عايزة تسيبني وحطها في العربية ومشي وهيا نظرها عليا ويتنونو ....يالا بلاش المأساه دي ومن ساعتها وحتى سنة فاتت مقدرتش أقول لماما عايزة قطة تاني لشدة تعلقي بالي فاتت أوي ، ولكن إلي فيه داء ميبطلوش طبعاً وزاد حنيني ورغبتي في إني أجيب قطة وبدأت رحلة الإقناع لماما والبحث عن واحدة مأصلة بنت ناس وحصل من سنتين جبت واحدة لأختي وبعد ما كبرت وحصل المراد من رب العباد وخلفت 4 قطط صغيرة فأخذت منهم واحدة زي السكر وهيا لسة معايا دلوقتي وأسمها ((لولا)) في الشهادة طبعاً ودي بقا عايزة 7 مدنات أحكيلكم على نوادرها.

ناموا دلوقتي وهكتبلكم تاني على قطتي بس كل واحد يحكي لي على حيوانه الأليف إلي بيحبه.

Wednesday, October 24, 2007

صرخة إمرأة مطلقة

على فكرة يا أعزائي الكرام، أنا نشرت المقال ده قبل كده في مكان ما على خريطة النت الواسعة علشان محدش بس يختلط عليه الأمر ويفتكر إني سارقاه وإلا حاجة لا سمح الله، وبعد إذنكم هغير فيه بس حاجات بسيطة علشان أم النكد والكآبة متتسللش إلى نفوسكم وتدعوا عليا وتقولوا منك لله كآبتينا معاكي ... بس بجد أنا بفضفض معاكم وأرجوكم محدش يزعل ولا يكتئب مني وردوا عليا برأيكم لو سمحتو من غير اي كسوف
صرخة إمرأة مطلقة
هل لي أن أتحدث بعد هذه الفترة الكبيرة من طلاقي من خلال هذا البلوج الذي فتح لي مجال للكلام بل للصراخ بأعلى صوتي لأعبر عما بداخلي من ألم وحسرة على نظرة مجتمعنا الفاضل للمطلقة (التي هي زي حالاتي) والأرملة (التي هي زي حالة أختي ) ؟؟؟؟
ممكن وإلا لا؟؟؟؟ هتكلم بقا ورزقي على الله

ودعوني يا سادة أفضفض لكم وأتكلم براحتي وبدون تحفظات وأسرد لكي حال الكثيرات من المطلقات والأرامل في مجتمعنا المصري ونظرة الناس لهم ونظرة بعض المجتمعات العربية الأخرى بحكم سفري للخارج وتعاملي معهم من خلال العمل وبعض العلاقات الاجتماعية الأسرية

أسباب الانفصال
ودعوني أولاً أتكلم عن أسباب الانفصال (وليس الوفاة طبعاً لأن الأرملة ليس لها في الأمر شيئاً إلا إذا كانت هيا قاتلة زوجها وهذا أمر آخر يستحق الدراسة والتحليل أيضاً) وهي عديدة ومتنوعة وشائكة ولا يمكن في تحليل أو أكثر حصرها وسردها للعامة حتى يمكن أن نقول الناس هذا حقيقي ومنطقي أم لا، فكل مطلق ومطلقة لهم أسبابهم المنطقية لإنهاء حياتهم الزوجية التي طالما بها الكثير من الحب والاحتواء والمعاناة الأولية في حصولهم عليها منذ البداية من تجهيزات ومصاريف ورفض وقبول من جهة الأهل .....إلخ

ولكن هل كل الأسباب تؤدي للطلاق؟ لا أعتقد وأنا أقول هذا وأنا مطلقة منذ 7 سنوات بعد انقضاء 4 سنوات فقط من زواجي وأنا أقول لكم الآن ليس كل حالات الطلاق لها أسباب منطقية له وإنما توجد عوامل كثيرة تساعد عليه ومن أهمها: تدخل الأهل والأصحاب (بالخير طبعا) واتساع الهوة بين الزوجين وأهم من ذلك كله الاستكبار والعند بين الزوجين لمراجعة كل منهم للآخر لمعرفة أصل الخلاف ووضع آذانهم تحت أفواه الآخرين يتلاعبون بها كما يشاءون - وأنا أعني ما اقول يتلاعبون- إلا من رحم ربي

مأساة ما بعد الطلاق

ودعوني أخرج من أسباب الطلاق وهي كثيرة ومتشعبة وأدخل في مأساة ما بعد الطلاق ولا أعني بها للزوجة فقط وإنما للزوج أيضاً ولكن "الرجل رجل" في كل زمان ومكان يستطيع محو ما يمكنه محوه من حياته ويبدأ من جديد بدون أي تحفظات أو هجوم أو لوم لمجرد كونه رجل (كما تمحى السابقة القديمة من سجلات الداخلية بعد انتهاء المراقبة) ويستطيع أيضاً أن يعيش لحظة الزواج الأولى مع "بنت البنوت" وتزغرد النساء وتطلق الأعيرة النارية ويعيش نفس اللحظة التي يتمناها أي شاب ورجل ويستمتع بها للمرة الثانية بل والثالثة والرابعة إذا أراد ذلك

ولا أخجل من ذكر ذلك لأن هذه حقيقة لا يمكن لنا أن نغفلها في هذا الموضوع وتدفن النساء رأسها في الرمال خجلاً منها وبعض الرجال يقولون - وهماً -أن قضية العذرية ليست قضية بالنسبة لهم إطلاقاً - وهذا غير صحيح من أفواه معظم الرجال ولكن في لحظات الصدق مع النفس فقط

وتبقى الزوجة المطلقة، المكسورة الجناح، التي فقدت عذريتها وهي تحاسب على ذلك وكأنها فعلته في الحرام وليس كزوجة، ويبقى معها أطفال (ودي قصة ) أو خرجت من التجربة بغير أطفال (زي حالاتي) وهذه قصة تانية لأن كل حالة منهم لها ظروف وحياة وشروط وتحكمات

شروط الارتباط بمطلقة

إذا فكرت المسكينة بعد ذلك في الزواج مرة أخرى من أي شخص أو لم تفكر (وأعني في كلامي بصفة مباشرة الزوجة التي تستحق الحديث وليست من تسلط عليها فكر الاستقلالية والتسلط على الرجال من أجل الذاتية والكلام الكبير أوي ده إلي مش مجال حديثنا)


وإليكم سادتي الكرام بعض وليس كل الشروط التي وضعها الرجل لمجرد التفكير من المطلقة مهما كان سنها

جميلة والوحشة معاها ربنا

معقولة مادياً -والأفضل أحسن منه علشان تصرف عليه وتدفع ضريبة موافقته للزواج منها

يستحسن عندها شقة طبعاً حتى لو هو عنده - خسارة فيها

تصرف نظر خالص عن موضوع مهر وشبكة ومؤخر واللازي منه- أرجو توضيح رأي الدين والشرع في ذلك للرجل

لو عندها معاش من والدين متوفيين يبقى الزواج العرفي أفضل كي لا يتوقف المعاش -واهو كله جواز

في حالة لو عندها أولاد ..هذا له شروط أخرى


ليس له علاقة بمصاريف ولادها اطلاقا ولا تربيتهم.

من الأفضل ان يذهبوا للعيش مع والدهم أو جدتهم أو على الأقل في الوقت الذي يكونوا فيه مع بعض.

ليس له أي علاقة بأي مشكلة خاصة بالأطفال..ولسان حاله يقول -احمدي ربنا إني واخدك بعيال.

أوعي تقولي عيالي وعيالي وإلا يومك مطلعلوش شمس -ده لو عنده أولاد طبعاً.

لو ليس لديها أطفال يكون زي الفل كده ..لكن هناك شروط أيضا

· لايجب أن يزيد وزنها خالص فهو يريد جسد كعارضات الأزياء .وانتي كده فلة

· لو لديه أولاد، فلا توجد ضرورة للتسرع بالإنجاب مرة أخرى.

· الشرط الأخير والأكثر شيوعاً إنه لا يريد أولاد خالص لأنه مكتفي بأولاده ومش حمل تربية أولاد تاني حتى ولو من صلبه.

"والله والله والله" وهذا يمين أحاسب عليه يوم القيامة هذا ما يحدث كل يوم وليلة مع المطلقات من هم أعرفهم وما حدث معي أنا شخصياً بكل هذه التفاصيل وبعض منها لم أذكره خجلاً منكم يا سادة حتى لا أكون متحاملة على الرجال مع وجود تحفظ كبير لبعض الاستثناءات لبعض الرجال ليس لهم مثل هذه الشروط والتحكمات ممن يعرفون دينهم وما دعت إليه الشريعة الغراء بالرفق بالمطلقات والأرامل وأعرف منهم الكثير (ربنا يكتر من أمثالهم يا رب) .

عفوا يا سادة يا كرام للغة التي أكتب بها ولكني فعلاً مكبوتة وأريد أن أخرج بعض ما في صدري من ألم وحزن ويبقى لدي الكثير والكثير ولكن أود أن أكون رحيمة بكم ولتسمحوا لي بلقاء آخر أكمل لكي فيه بعض المفارقات ولنكمل الحديث عن بعض الأحداث وعروض الزواج المتعددة الأشكال والألوان يا باطيسطة التي تعرض على المطلقة

ممكن بقا الي شايف إني صح أو غلط يقولي بصراحة والا هفضل أتكلم مع نفسي كده كتير لغاية ما أدخل المصحة وأقول كتاكييييييييييييييييييييت وأمشي ورا عربية الرش ببنطلون بيجامة مقلم فردة وفردة ؟؟؟؟؟ وكمان أكل بوز اللحاف ومشابك الغسيل

Wednesday, October 17, 2007


نهار ساخن في مكاتب المرور


عمار يامصر!
مع الاعتذار لاقتباس اسم فيلم "ليلة ساخنة" للفنان نور الشريف والفنانة لبلبلة لأن الأحداث حدثت في نهار واحد مثل الفيلم الذي وقعت أحداثه في إحدى ليالي رأس السنة الميلادية.
وقعت أحداث هذه القصة "الحقيقية" في نهار يوم ساخن جداً من أيام شهر يونيو الماضي بين مكاتب مرور القاهرة "الحبيبة" حيث قررت وبعد فترة من التفكير العميق والاستخارة والدعاء لله عز وجل بتيسير الأمور أن أعمل رخصتي السواقة والقيادة حيث تزامن انتهاء كل منهما منذ 6 أشهر تقريباً – ما علينا – "علشان العصافير متقولش لحد (ولا خلاص دلوقتي أنا في السليم الحمد لله)"
الممثلين حسب الظهور: أنا– زميل عمل تبرع (يا عيني يا ابني) لمساعدتي– بقية الأفراد هتعرفوهم تباعاً، لا داعي للقلق.وسوف أروي لكم بالتفصيل الممل ما حدث وأرجو ألا تناموا مني:
المشهد الأول
المشهد الأول - مرور بولاق بشبرا (مصر)– الساعة 8 صباحاً - الجو: باين من أوله نار يا حبيبي نار
الزميل: صباح الخير يا أستاذة إيمان

أنا: صباح الخير ازيك أخبارك إيه وازي ولادك؟

الزميل: الحمد لله .. هه يالا بينا ندخل المرور

أنا: طيب ماشي هتسيب عربيتك بره وأنا أدخل عربيتي جوه علشان الفحص؟

الزميل: ماشي ... ويبحث الزميل عن مكان يركن في الفراغ المحيط بالمرور في الصباح الباكر والي مش محتاج توجيه من حد، ويطلع بقدرة قادر واحد من مافيا تسكين السيارات يقول له تعال يا بيه هه هه تعالى تعالى .. هه

خلاص بس كده سيبها ممورة يا بيه... وكأنه بيعلمنا السواقة من جديد وطبعا لازم تدفع الإتاوة وإلا......


دخلنا المرور وكلنا أمل وإشراق وتفاؤل وثقة بالله أن لا تخيب الظنون بعمل الرخصة في أقل وقت ممكن حتى يمكنا العودة إلى بيوتنا وسط العائلة لتناول الغداء ... أو العشاء إذا أمكن. جلسنا بمنتهى الإشراق والتفاؤل على الدكة في انتظار الشبابيك المغلقة تفتح ويأتي الموظفون نتبادل الحديث عن العمل وما يحدث فيه وفجأة تذكرت إني لم أصور البطاقة والرخصة القديمة وأصر زميلي أن يذهب للتصوير وأصريت أنا (وطبعا أنا إلي رحت) وذهبت للتصوير وكانت أول استفتاحه لصاحب المكنة وهو يقول: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.

عامل التصوير: أول مرة؟؟

أنا: لا بجدد

عامل التصوير: جبتي شهادة المخالفات؟؟

أنا: مستنية أقدم عليها بس الشبابيك تفتح ... ( قمة البراءة والسذاجة

عامل التصوير: لا، حضرتك تلحقي بدري كده تروحي تعمليها

أنا: مانا مستنية أهو لما يفتحوا!!! (بداية زهق مني

عامل التصوير: لا من مرور الدراسة حضرتك مش من هنا

أنا: !!!!!!!! (حالة إغماء مؤقت) ....إيه؟؟؟

عامل التصوير: أيوة حضرتك النيابة هناك مفيش هنا نيابة
ملحوظة: أنا في شبرا ومرور الدراسة في الدراسة ...انتهت الملحوظة

إغماء مؤقت


أنا: وبعدين؟ ذهول وعدم قدرة على التفكير للحظة

عامل التصوير: ولا حاجة حضرتك روحي دلوقتي الحقي الدنيا وهيا فاضية هاتي شهادة المخالفات وادفعيها وتعالي تاني قدمي الورق علشان الفحص والرخصة والتأمين وال .......

أنا: حالة تانية من الإغماء المؤقت.... حاضر إن شاء الله


ذهبت وعلى وجهي علامات الإحباط (ولسه معملناش أي حاجة) إلى زميلي وأنا بكلم نفسي...

الزميل: مالك؟

أنا: تصدق المخالفات مش من هنا ولازم نروح الدراسة
( وأنا مرعوبة أصلا من الموضوع ده وخايفة موت يكون عليا فلوس كتير مقدرش ادفعها وارجع تاني قفايا يقمر عيش)

الزميل: ولا يهمك يالا نروح نكسب وقت وإحنا وحظنا لحقنا نرجع تاني نخلص هنا أو يوم تاني

حسيت بأهمية وجود حد هادي الطبع يتخد قرار سريع في الأمور دي وحسدته على هدوء أعصابه، وعرض عليا نترك عربيتي داخل المرور ونذهب بعربيته .. وبعد تمنع لم يأخذ أكتر من لحظة مني وإلحاح منه طبعاً ذهبنا بعربيته لسبب واضح وصريح إنها مكيفة والجو نار وأنا عربيتي (بدون تريقة أحسن) فاضلها مدفع زميلي هشام بيظبطة في المناصرة وأقدر أدخل بيها الحرب وأنا مطمنة ( فولكس بيتلز مو 71) ... طبعا عرفتوا ليه مشددتش أوي في الرفض.

شدينا الرحال على مرور الدراسة العظيم وبعد دورة العذاب في البحث عن مكان نترك فيه السيارة مع نفس السيناريو اللي حدث أثناء الركن (أه والله) حسيت ساعتها إني نفسي أسيب الوظيفة وأدور على حتة حلوة كده في مكان كويس أركن فيها العربيات وأكتب عليها "بارك أند كلين" وأنا أكسب دهب، ما علينا ...


ذهبنا إلى الدور الثالث حيث استخراج شهادة المخالفات ودفع الفلوس (النيابة) وأنا أردد الآية الكريمة : "بسم الله

الرحمن الرحيم .. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" صدق الله العظيم.


وفعلاً صدق المثل القائل إلي تخاف منه ميجيش أحسن منه وذهلت من سرعة الأداء وسهولة الحصول على رقم المخالفات والتخفيض عليها بدون الدخول لرئيس النيابة والعياط والشحاتة ونظام أنا غلبانة يا بيه ومعييش أدفع أو كارت من الظابط فلان بيه أو علان باشا إلخ...المهم وجدت سيدات لطاف فعلا في المعاملة وكان الرقم بعد التخفيض لا يصدقه عقل 366 جنية، وكان قبل التخفيض مقولكمش بقا ... وقالت السيدة في الشباك بمنتهى الأدب " تدفعي يا مدام؟؟" فكنت هوطي على إيديها أبوسها علشان أدفع وقولتلها أه طبعاً حضرتك أدفع ... وفي غضون 5 دقائق لا أكثر يا سادة نودي على الاسم: مدام إيمان أتفضلي الرخصة وشهادة المخالصة استلميها حضرتك من الشباك....

صدقاً هذا ما حدث في غضون ربع الساعة لا أكثر ( الواحد يقول الي ليه والي عليه يا جماعة) لأن قبل كده كنت بخلصها في يوم لكن الكمبيوتر سهل أمور كتير، وخرجت جري من مرور الدراسة وأنا مش مصدقة نفسي وزميلي يضحك من منظري ويقولي شوفتي بقا؟؟؟ إلي تخافي منه ميجيش أحسن منه وكل الباقي سهل إن شاء الله وأنا ماسكة الشهادة في إيدي وحاضناها بمنتهى الحب لأني كنت مدركة إن خلاص الباقي كله كلام فارغ وورق وتحصيل حاصل وهيا دي المهم في الموضوع ... لكن هيهات يا سادة.

جري بقا على مرور بولاق حيث الفحص والترخيص والتأمين وال .....إلخ...تذكرت حين ركوب السيارة وقبل أن نعود لمرور بولاق إني كنت عايزة أروح مرور عين الصيرة حيث استخرجت رخصة السواقة منذ 10 سنوات وانتهت، ومحتاجة أجيب ورقة (حسب ما قيل لي) علشان أعمله في مرور شبرا (بعد ما غيرت محل الإقامة) فقولت أسأل بس يمكن تكون بسيطة واخدها وأروح أنجز الرخصتين وقت واحد وأخلص بدل المشورة على أكتر من يوم ( طبعا أحلام يقظة وبراءة) .... ويا هول ما وجدت من إجراءات في مرور عين الصيرة لاستخراج هذه الورقة.

المشهد الثاني
المشهد الثاني : مرور عين الصيرة – الساعة 10 صباحاً – الجو محرقة طبيعية بجد وبدون هزار.ركنا ..ومفيش داعي نعيد القصة المكررة لكل مكان بنفس السيناريو مع اختلاف الإتاوة المفروضة من سايس كل منطقة (نظرة يا شرطة للناس دي حرام عليكم بجد استنفذونا واحنا غلابة) وسألنا بمنتهى البراءة العسكري إلي على الباب منين نستخرج ورقة للرخصة الشخصية؟ قالنا من الشبابيك هناك آخر المرور، ذهبنا إلى هناك قالوا لا قدمي الرخصة في الصالة دي وهاتي شهادة مخالفات !
هنا حسيت بهبوط حاد في الدورة الدموية وقولت هو لسه فيه مخالفات؟؟؟؟؟ أنا ما صدقت خلصت إلي فات، قال لي زميلي "هادي الطبع ربنا يحميه لشبابه" لا مهو لازم دي برضه وإن شاء الله مفيش مخالفات وإلا اتسحبت منك قبل كده ردار؟ ؟؟؟؟
نظرت له نظرة أسى وحزن وداخلي يقول: رادار إيه يا عم هي عربيتي تجيب الخمسين كم ! بس خليتها في قلبي وسكت وقولتله بألاطة لا طبعا أنا ملتزمة بالسرعة القانونية، المهم قدمت الرخصة ووقفت ما يقارب النصف ساعة وسط كم من البشر رهيب وكلهم بيتكلموا في وقت واحد حسيت ساعتها بانهيار عصبي حاد ولكن تماسكت وحبست أنفاسي من الهبو الي طالع منهم حتى نطقت عاملة الشباك اسمي أخيراً ودفعت 5 جنية دمغة بس (تصدقوا) وتسلمت الرخصة والشهادة وطرت لخارج الصالة ألتقط أنفاسي من مزيج الروائح الجميلة الموجودة هناك مع وجود هذا الكم الهائل من البشر في اليوم الحار الجميل ده...ما علينا أكيد فاهمين قصدي.

تصورت للحظة إن الأمر أصبح سهل والدنيا حلوة نغمتها حلوة ولكن طبعا إحنا مسيرين زي العرايس – روحوا هناك وتعالوا هنا – ولم أجد هذا الكم الهائل من الأوراق والدمغات والطوابع وال .... في أي مكان غيرك يا بلدي الحبيبة (أنا سافرت خارج مصر وجربت مش كلام حد تاني)
ذهبنا لشباك ثالث لتقديم هذه الشهادة واستخراج الورقة إلي على أساسها يتم عمل الرخصة من مرور شبرا، ووقفنا – طبعا كل حاجة بطابور وكل ورقة ودمغة من مكان شكل ولا تنسى التصوير كمان والخناقات على المكينة وما أدراك – وقفت وكلي أمل أنتهي من هذه القصة إلي لا كانت على البال ولا الخاطر حتى أعود أخلص من رخصة العربية وطلبت مني الموظفة أوراق أخرى وجري جري أنا وزميلي المسكين نشتري في أوراق ودمغات ونصور ورق وحاجات يعني ....الحمد لله،
وذهبنا للشباك أخيراً والتقطنا أنفاسنا الأخيرة وهي تقول بحزم ورعب: ارتاحي شوية لغاية ما ننده عليكي... ذهب ساعتها زميلي العزيز وكله أمل بالمستقبل يحضر كوبين من الشاي لزوم القعدة (فات من الوقت حوالي ساعتين على فكرة) وجلس بجانبي نتفرج على روتانا سينما – أيوة فيه تليفزيون في القاعة عادي يعني - وفجأة وبدون مقدمات لقيت الأخت في الشباك بتنده بنفس الحزم والرعب : إيمان .... طبعا رميت كوب الشاي من إيدي زي ما الطالب بيرمي البرشام لما يتقفش في لجنة الامتحان وذهبت وأنا ريلاكس على الأخر وعلى وجهي ابتسامة بلهاء وقولتلها: أومري حضرتك .. قالتلي: مش دي الاستمارة فيه واحدة تانية عليها بلاستيك روحي هاتيها من الخزينة بسرعة ... قولت في سري : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... رحت الخزينة وجبت المطلوب وأرجوكم متسالونيش انا دفعت كام في كل الليلة دي لأني مش فاكرة ... رجعتلها وعلى وجهي نفس الابتسامة البلهاء وردت بنفس الرعب : اتفضلي ارتاحي.
محمد بيه
جلست للحظة أمني نفسي بكوب الشاي إلي نفسي فيه ولكن هيهات ندهت تاني في نفس اللحظة وقالتلي روحي الشباك الثاني ...على عيني تركت كوب الشاي وذهبت لأخت ثانية بشوشة جداً بصراحة وسألتني : أنتي إيمان ؟ قولتلها: خدامتك ...ضحكت وقالتلي: العفو خدي بقا اختمي دي من محمد بيه وتعالي خدي الاستمارة وخلاص روحي قدميها للمرور تبعك ... حسيت إن الأمر أصبح على وشك الانتهاء وقولت يا فرج الله أدور بقا على محمد بيه.
محمد بيه راح المبنى التاني ..هكذا قال العسكري وذهبت إلى المبنى الثاني ووقفت على باب البيه،البيه في التكييف جوة وإحنا برة في المحرقة منتظرين الأذن بالدخول .. شوية ودخلت على محمد بيه ومضى لي الورقة وختمها في لحظة
(كتر خيره والله) ورجعت للأخت السابقة (ركزوا معايا).

قدمت الورقة وختمتها وخلصت وقالتلي الست الجميلة أحلى كلمة سمعتها في حياتي وبعد 3 ساعات متصلة من ال .... ما علينا : خلاص يا حبيبتشي خدي الورقة دي قدميها في مرور بولاق وهم يعملولك الرخصة هناك إن شاء الله، فين حلاوتي بقا؟.. وتم المعلوم..
وما صدقتش نفسي وأخدت الورقة وجريت أنا وزميلي (إلي طبعا شرب الشاي بس كتر خيره سابلي كوبايتي) وخرجنا جري نلحق نروح مرور شبرا ننقذ ما يمكن إنقاذه والساعة بقت 1 ظهراً (عز النقرة

المشهد الثالث
المشهد الثالث : مرور شبرا – كلاكيت ثاني مرة ...الزميل: بصي بقا يا مدام إيمان إحنا نتحرك في كذا اتجاه علشان نخلص النهاردة، حضرتك ادفعي التأمين وأنا أشوف الفحص وبعدين نقدم الورق وربنا يسهل نقدر نلحق نخلص.
حسيت إن الكلام معقول جدا وهو برضه تفكيره منظم عني بكتير الحمد لله لأني كمان خلاص كان نافوخي ساح من الشمس وبتحرك بقوة الدفع الذاتي.

خد الزميل العزيز الورق وراح لضابط الفحص وأنا ذهبت أدفع التأمين الإجباري إلي ملوش أي لازمة من وجهة نظري لأن العربية قديمة ومهما حصل فيها أنا إلي بدفع وسلام مربع للتأمين الإجباري .
دفعت ووقفت بعيد أراقب معركة كلامية هادئة بين الزميل ومسئول الفحص والضابط

الزميل: يالا يا سيدي بقا كبر دماغك وخلص وامضي

مسئول الفحص: يا سيدي دي مخبطة ومش نافع كده

الزميل: يا سيدي دي ست يعني والفولكس مش بايبة رفارفها (مع الاعتذار لعربيتي

مسئول الفحص:.......... وتم المعلوم ومضى الورق

الضابط: أنت عممتني حضرتك كده وخطفتني وكدة مش هينفع

الزميل: معلش يا بيه العربية قديمة وهيا كانت مسافرة وهتعملها إن شاء الله

الضابط: طب الطفاية؟

الزميل: فين يا مدام الطفاية؟

أنا: أهي وأخرجت الطفاية من العربية زي ما هيا من 3 سنين ساعة الفحص السابق ولم تستخدم (منظر بس علشان الفحص) وسلملي على الطفاية

الضابط: دي فاضية

الزميل : لا يا فندم زي ما هي لم تستخدم
الضابط: لا مش نافعة هات واحدة ثانية من الكشك إلي هناك

الزميل:......... في سره

عامل كشك الطفايات: مالها دي؟

أنا: مش عارفة الضابط بيقول مش نافعة هاتوا واحدة تانية وأنا مستخدمتهاش أصلاً

عامل كشك الطفايات: لا حول ولا قوة إلا بالله ... اسمك ايه يا مدام؟ ورقم العربية كام؟

أنا: خدامتك إيمان ورقم العربية ...

عامل كشك الطفايات: تفضلي وكتب عليها الاسم والرقم

الزميل طار بالطفاية للضابط فأفأف شوية فقاله: أصل......وتم المعلوم الكبير وختم الورق
في أثناء ذلك كنت بدردش مع عامل كشك الطفايات وكان راجل ذوق ذوق ذوق الصراحة وقولتله

أنا: فين شبابيك الرخصة الشخصية علشان أقدم بالمرة واخلص النهاردة

عامل كشك الطفايات: في مرور عبود حضرتك مش هنا

فاكرين حالة الإغماء إلي جاتلي أول مرة ... جالي "هارت أتاك" المرة دي بس تماسكت شوية

أنا: إيه؟ مرور عبود ؟

عامل كشك الطفايات: هو حضرتك متعرفيش ده هناك من 12 سنة

أنا: لا معرفش أنا عملتها من عين الصيرة من 10 سنين

عامل كشك الطفايات: حضرتك روحي مرور عبود قدمي الورق واشتري استمارة واتصوري واستلمي الرخصة من هناك ( كتر خيره والله

بطاقتك يامدام
جاء زميلي بعد ما خلص الفحص والي حصل هناك ووجد نفس الذهول على وجهي بعد ما عرفت الخبر الجميل ده وقالي بنفس الهدوء إلي بحسده عليه: ولا يهمك نخلص هنا وربنا يسهل نلحق مرور عبود نخلص هناك.
لمينا الورق الكتير اوي وذهبنا للشباك نقدمه علشان ناخد الرخصة بقا وطبعا بمنتهى التلقائية قدمنا الورق لرجل بشوش وسألنا سؤال منطقي على البطاقة الشخصية
رجل الشباك: بطاقتك يا مدام.
أنا: لحظة واحدة ....أدور في الشنطة، في هدومي، في الدوسيه، في .. مش لاقية حاجة وحسيت بصدمة عصبية حادة (بعد الهارت أتاك إلي فاتت) وتذكرت (بجد والله) إن الست الجميلة البشوشة في مرور عين الصيرة لم تعطيها لي..
إيه رأيكم؟بصراحة وبدون ما أكذب بكيت من التعب وال...... وكل حاجة وطبعا زميلي الهادئ قالي:
الزميل: ولا يهمك نرجع نجيبها من مرور عين الصيرة
أنا:... ذهول
رجل الشباك: معاكي جواز سفر على العنوان ده وساري المفعول؟
أنا: أيوة في البيت
رجل الشباك: تقدري تجبيه نشتغل بيه لغاية ما تجيبي البطاقة وتيجي؟
أنا: ممكن طبعاً
الزميل: كتر خيرك يا ريس... وتم المعلوم لحين ورود الباسبور والبطاقة

ذهبنا لمنزلي العامر بشبرا أجيب الباسبور وأول ما ماما شافتني قالتلي مبروك خلصتي؟ طبعا يا حبيبتي يا ماما فاكرة الدنيا حلوة وسهلة قولتلها لسه يا ماما جاية أخد الباسبور لأني نسيت البطاقة في مرور عين الصيرة وطبعا دي غلطة عمري لغاية ما نزلت وهيا بتبستفني على كده .

رجعنا المرور سلمنا الباسبور وقالولنا انتظروا ربع ساعة واستلموا الرخصة.. رجعنا مرور عين الصيرة ودخلت على الست البشوشة وأول ما شافتني
الست البشوشة: يا حبيتشييييييييي ... دأنا جريت وراكي والله علشان أديكي البطاقة
أنا: وفي عيني نفس النظرة البلهاء ... مهو أنا جريت علشان ألحق مرور شبرا
الست البشوشة: يا حبيتشييييييييي ... إنتي رجعتي تاني من هناك؟
أنا: طبعاً أعمل إيه؟؟؟؟
الست البشوشة: معلش يا حبيبتشي حصل خير.

رجعت مرور شبرا ( مش عارفة كلاكيت كام مرة) وعلى وجهي علامات الانتصار بحصولي على البطاقة وعندي كل الأمل في الحصول على الرخصة .. ندهوا الاسم مكنتش مصدقة.. مضيت ومسكت الرخصة في إيدي وأنا بتشاهد الشهادتين ... ساعتها قالي زميلي الهادئ
الزميل: يالا بقا نلحق نروح مرور عبود الساعة لسه 3
أنا: أنا تعبت
الزميل: هيا علقة واحدة ونخلص بقاااا (خفت يخرج عن هدوءه بصراحة مش عارفة ليه)
أنا: فاضل شهادتين نظر وباطنه
الزميل: نجيبهم من أي حته واحنا رايحين (نضربهم يعني
أنا: طب في مستشفى هنا أهي
سألت عامل أمام المرور بيركن السيارات قالي الشهادة ب 20 جنية قولتله ماشي و... تم المعلوم وفي 10 دقائق كانت الشهادتين في إيدي (لا كشف ولا يحزنون) عمار يا مصر..

طرنا على مرور عبود وبعد سؤال ذهبنا إلى الشباك والحق يقال الدنيا كانت فاضية خااالص لتغيير الوردية وقدمت الورق ودخلنا في دوامة ثانية من الأوراق والدمغات والاستمارات وطبعا ذهبنا في أكثر من اتجاه أنا والزميل العزيز علشان نخلص بقااااا زي ما قال .

الضابط وعامة الشعب
قدمنا الورق في الشباك وحصل هذا الموقف كما أقوله بالضبط وكان يقف جنبي ضابط برتبة مقدم يقدم هو الآخر ورق رخصته .
أنا: حضرتك ضابط؟
الضابط: أيوة ..ليه؟
أنا: بجد حضرتك ضابط وإلا لابس كده يعني؟
الضابط بضحكة بسيطة: أه والله ضابط
أنا: وواقف زي عامة الشعب معانا تطلع الرخصة من الشباك؟
الضابط: أه شفتي بقا الديمقراطية
أنا: تحيا جمهورية مصر العربية.. وهتف كل الحاضرين عمار يا مصر والدموع غرقت الأرض .
بعد تقديم الأوراق والشعور بجزء من الهدوء النسبي والسعادة الغامرة السابقة للحصول على رخصة العربية (3 سنوات طبعا) وقرب الحصول على رخصة القيادة ( 10 سنوات) وقرب مرواحنا لبيتنا العزيز العامر، نودي عليا للتصوير
وما أدراك ما تصوير الكمبيوتر وكأنك مطلوب القبض عليك وطبعا شكلك عار وصدمة ولا أعلم لماذا لا يكون هناك تصوير جيد بدل الصور إلي بتفضل معانا عمرنا كله وإحنا بنعيط من شكلنا وإصرارهم العجيب على عدم أخد صورة كويسة بدل تصورينا بطريقة فاشلة وكل ما تشوفها يجيلك إغماء وهارت أتاك .
طبعا رفضت البنت الجميلة عرضي بأخد صورة ضوئية من صورة الباسبور (مع انه إثبات شخصية) وأصرت على تصويري لايف وما أدراكم ما اللايف بعد هذا اليوم الواحد شكله إيه ..لا تعليق
وبعد 10 دقائق على الأكثر نودي عليا واستلمت الرخصة بين مصدق ومكذب ومسكت الاثنين في ايدي وكنت في حالة غير عادية من الفرح والتعب والذهول لما حدث لنا في هذا اليوم الغريب وقالي لي زميلي الهادئ:
الزميل: مبروك الرخصتين ...إيه رأيك؟ مش كده أحسن
أنا: الحمد لله بس تعبنا أوي
الزميل: لا عادي ولا يهمك ...يالا نروح بقااااااااااااااااا (غربية مش عارفة ليه حسيت إنه زهقان)
انا: يالا وجزاك الله ألف خير

رجعني مرور شبرا حيث عربيتي هناك وطبعا جاء الرجل السايس إلي هناك يكمل علينا ... تعالي يا مدام ..هه هه هه تعالي تعالي ايوة تمام كده خيشتي حضرتك العربية محتاجة تصليح . لا تعليق...
وسلام مربع كبير أوي للرخصتين وأبقي قابليني يا حكومة لو رخصت تاني..
بذمتكم مش عمار يا مصر آخر حاجة؟؟؟؟