دخلنا المرور وكلنا أمل وإشراق وتفاؤل وثقة بالله أن لا تخيب الظنون بعمل الرخصة في أقل وقت ممكن حتى يمكنا العودة إلى بيوتنا وسط العائلة لتناول الغداء ... أو العشاء إذا أمكن. جلسنا بمنتهى الإشراق والتفاؤل على الدكة في انتظار الشبابيك المغلقة تفتح ويأتي الموظفون نتبادل الحديث عن العمل وما يحدث فيه وفجأة تذكرت إني لم أصور البطاقة والرخصة القديمة وأصر زميلي أن يذهب للتصوير وأصريت أنا (وطبعا أنا إلي رحت) وذهبت للتصوير وكانت أول استفتاحه لصاحب المكنة وهو يقول: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم.
عامل التصوير: أول مرة؟؟
أنا: لا بجدد
عامل التصوير: جبتي شهادة المخالفات؟؟
أنا: مستنية أقدم عليها بس الشبابيك تفتح ... ( قمة البراءة والسذاجة
عامل التصوير: لا، حضرتك تلحقي بدري كده تروحي تعمليها
أنا: مانا مستنية أهو لما يفتحوا!!! (بداية زهق مني
عامل التصوير: لا من مرور الدراسة حضرتك مش من هنا
أنا: !!!!!!!! (حالة إغماء مؤقت) ....إيه؟؟؟
عامل التصوير: أيوة حضرتك النيابة هناك مفيش هنا نيابة
ملحوظة: أنا في شبرا ومرور الدراسة في الدراسة ...انتهت الملحوظة
إغماء مؤقت
أنا: وبعدين؟ ذهول وعدم قدرة على التفكير للحظة
عامل التصوير: ولا حاجة حضرتك روحي دلوقتي الحقي الدنيا وهيا فاضية هاتي شهادة المخالفات وادفعيها وتعالي تاني قدمي الورق علشان الفحص والرخصة والتأمين وال .......
أنا: حالة تانية من الإغماء المؤقت.... حاضر إن شاء الله
ذهبت وعلى وجهي علامات الإحباط (ولسه معملناش أي حاجة) إلى زميلي وأنا بكلم نفسي...
الزميل: مالك؟
أنا: تصدق المخالفات مش من هنا ولازم نروح الدراسة
( وأنا مرعوبة أصلا من الموضوع ده وخايفة موت يكون عليا فلوس كتير مقدرش ادفعها وارجع تاني قفايا يقمر عيش)
الزميل: ولا يهمك يالا نروح نكسب وقت وإحنا وحظنا لحقنا نرجع تاني نخلص هنا أو يوم تاني
حسيت بأهمية وجود حد هادي الطبع يتخد قرار سريع في الأمور دي وحسدته على هدوء أعصابه، وعرض عليا نترك عربيتي داخل المرور ونذهب بعربيته .. وبعد تمنع لم يأخذ أكتر من لحظة مني وإلحاح منه طبعاً ذهبنا بعربيته لسبب واضح وصريح إنها مكيفة والجو نار وأنا عربيتي (بدون تريقة أحسن) فاضلها مدفع زميلي هشام بيظبطة في المناصرة وأقدر أدخل بيها الحرب وأنا مطمنة ( فولكس بيتلز مو 71) ... طبعا عرفتوا ليه مشددتش أوي في الرفض.
شدينا الرحال على مرور الدراسة العظيم وبعد دورة العذاب في البحث عن مكان نترك فيه السيارة مع نفس السيناريو اللي حدث أثناء الركن (أه والله) حسيت ساعتها إني نفسي أسيب الوظيفة وأدور على حتة حلوة كده في مكان كويس أركن فيها العربيات وأكتب عليها "بارك أند كلين" وأنا أكسب دهب، ما علينا ...
ذهبنا إلى الدور الثالث حيث استخراج شهادة المخالفات ودفع الفلوس (النيابة) وأنا أردد الآية الكريمة : "بسم الله
الرحمن الرحيم .. وجعلنا من بين أيديهم سداً ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون" صدق الله العظيم.
وفعلاً صدق المثل القائل إلي تخاف منه ميجيش أحسن منه وذهلت من سرعة الأداء وسهولة الحصول على رقم المخالفات والتخفيض عليها بدون الدخول لرئيس النيابة والعياط والشحاتة ونظام أنا غلبانة يا بيه ومعييش أدفع أو كارت من الظابط فلان بيه أو علان باشا إلخ...المهم وجدت سيدات لطاف فعلا في المعاملة وكان الرقم بعد التخفيض لا يصدقه عقل 366 جنية، وكان قبل التخفيض مقولكمش بقا ... وقالت السيدة في الشباك بمنتهى الأدب " تدفعي يا مدام؟؟" فكنت هوطي على إيديها أبوسها علشان أدفع وقولتلها أه طبعاً حضرتك أدفع ... وفي غضون 5 دقائق لا أكثر يا سادة نودي على الاسم: مدام إيمان أتفضلي الرخصة وشهادة المخالصة استلميها حضرتك من الشباك....
صدقاً هذا ما حدث في غضون ربع الساعة لا أكثر ( الواحد يقول الي ليه والي عليه يا جماعة) لأن قبل كده كنت بخلصها في يوم لكن الكمبيوتر سهل أمور كتير، وخرجت جري من مرور الدراسة وأنا مش مصدقة نفسي وزميلي يضحك من منظري ويقولي شوفتي بقا؟؟؟ إلي تخافي منه ميجيش أحسن منه وكل الباقي سهل إن شاء الله وأنا ماسكة الشهادة في إيدي وحاضناها بمنتهى الحب لأني كنت مدركة إن خلاص الباقي كله كلام فارغ وورق وتحصيل حاصل وهيا دي المهم في الموضوع ... لكن هيهات يا سادة.
جري بقا على مرور بولاق حيث الفحص والترخيص والتأمين وال .....إلخ...تذكرت حين ركوب السيارة وقبل أن نعود لمرور بولاق إني كنت عايزة أروح مرور عين الصيرة حيث استخرجت رخصة السواقة منذ 10 سنوات وانتهت، ومحتاجة أجيب ورقة (حسب ما قيل لي) علشان أعمله في مرور شبرا (بعد ما غيرت محل الإقامة) فقولت أسأل بس يمكن تكون بسيطة واخدها وأروح أنجز الرخصتين وقت واحد وأخلص بدل المشورة على أكتر من يوم ( طبعا أحلام يقظة وبراءة) .... ويا هول ما وجدت من إجراءات في مرور عين الصيرة لاستخراج هذه الورقة.
المشهد الثاني
المشهد الثاني : مرور عين الصيرة – الساعة 10 صباحاً – الجو محرقة طبيعية بجد وبدون هزار.ركنا ..ومفيش داعي نعيد القصة المكررة لكل مكان بنفس السيناريو مع اختلاف الإتاوة المفروضة من سايس كل منطقة (نظرة يا شرطة للناس دي حرام عليكم بجد استنفذونا واحنا غلابة) وسألنا بمنتهى البراءة العسكري إلي على الباب منين نستخرج ورقة للرخصة الشخصية؟ قالنا من الشبابيك هناك آخر المرور، ذهبنا إلى هناك قالوا لا قدمي الرخصة في الصالة دي وهاتي شهادة مخالفات !
هنا حسيت بهبوط حاد في الدورة الدموية وقولت هو لسه فيه مخالفات؟؟؟؟؟ أنا ما صدقت خلصت إلي فات، قال لي زميلي "هادي الطبع ربنا يحميه لشبابه" لا مهو لازم دي برضه وإن شاء الله مفيش مخالفات وإلا اتسحبت منك قبل كده ردار؟ ؟؟؟؟
نظرت له نظرة أسى وحزن وداخلي يقول: رادار إيه يا عم هي عربيتي تجيب الخمسين كم ! بس خليتها في قلبي وسكت وقولتله بألاطة لا طبعا أنا ملتزمة بالسرعة القانونية، المهم قدمت الرخصة ووقفت ما يقارب النصف ساعة وسط كم من البشر رهيب وكلهم بيتكلموا في وقت واحد حسيت ساعتها بانهيار عصبي حاد ولكن تماسكت وحبست أنفاسي من الهبو الي طالع منهم حتى نطقت عاملة الشباك اسمي أخيراً ودفعت 5 جنية دمغة بس (تصدقوا) وتسلمت الرخصة والشهادة وطرت لخارج الصالة ألتقط أنفاسي من مزيج الروائح الجميلة الموجودة هناك مع وجود هذا الكم الهائل من البشر في اليوم الحار الجميل ده...ما علينا أكيد فاهمين قصدي.
تصورت للحظة إن الأمر أصبح سهل والدنيا حلوة نغمتها حلوة ولكن طبعا إحنا مسيرين زي العرايس – روحوا هناك وتعالوا هنا – ولم أجد هذا الكم الهائل من الأوراق والدمغات والطوابع وال .... في أي مكان غيرك يا بلدي الحبيبة (أنا سافرت خارج مصر وجربت مش كلام حد تاني)
ذهبنا لشباك ثالث لتقديم هذه الشهادة واستخراج الورقة إلي على أساسها يتم عمل الرخصة من مرور شبرا، ووقفنا – طبعا كل حاجة بطابور وكل ورقة ودمغة من مكان شكل ولا تنسى التصوير كمان والخناقات على المكينة وما أدراك – وقفت وكلي أمل أنتهي من هذه القصة إلي لا كانت على البال ولا الخاطر حتى أعود أخلص من رخصة العربية وطلبت مني الموظفة أوراق أخرى وجري جري أنا وزميلي المسكين نشتري في أوراق ودمغات ونصور ورق وحاجات يعني ....الحمد لله،
وذهبنا للشباك أخيراً والتقطنا أنفاسنا الأخيرة وهي تقول بحزم ورعب: ارتاحي شوية لغاية ما ننده عليكي... ذهب ساعتها زميلي العزيز وكله أمل بالمستقبل يحضر كوبين من الشاي لزوم القعدة (فات من الوقت حوالي ساعتين على فكرة) وجلس بجانبي نتفرج على روتانا سينما – أيوة فيه تليفزيون في القاعة عادي يعني - وفجأة وبدون مقدمات لقيت الأخت في الشباك بتنده بنفس الحزم والرعب : إيمان .... طبعا رميت كوب الشاي من إيدي زي ما الطالب بيرمي البرشام لما يتقفش في لجنة الامتحان وذهبت وأنا ريلاكس على الأخر وعلى وجهي ابتسامة بلهاء وقولتلها: أومري حضرتك .. قالتلي: مش دي الاستمارة فيه واحدة تانية عليها بلاستيك روحي هاتيها من الخزينة بسرعة ... قولت في سري : والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... رحت الخزينة وجبت المطلوب وأرجوكم متسالونيش انا دفعت كام في كل الليلة دي لأني مش فاكرة ... رجعتلها وعلى وجهي نفس الابتسامة البلهاء وردت بنفس الرعب : اتفضلي ارتاحي.
محمد بيه
جلست للحظة أمني نفسي بكوب الشاي إلي نفسي فيه ولكن هيهات ندهت تاني في نفس اللحظة وقالتلي روحي الشباك الثاني ...على عيني تركت كوب الشاي وذهبت لأخت ثانية بشوشة جداً بصراحة وسألتني : أنتي إيمان ؟ قولتلها: خدامتك ...ضحكت وقالتلي: العفو خدي بقا اختمي دي من محمد بيه وتعالي خدي الاستمارة وخلاص روحي قدميها للمرور تبعك ... حسيت إن الأمر أصبح على وشك الانتهاء وقولت يا فرج الله أدور بقا على محمد بيه.
محمد بيه راح المبنى التاني ..هكذا قال العسكري وذهبت إلى المبنى الثاني ووقفت على باب البيه،البيه في التكييف جوة وإحنا برة في المحرقة منتظرين الأذن بالدخول .. شوية ودخلت على محمد بيه ومضى لي الورقة وختمها في لحظة
(كتر خيره والله) ورجعت للأخت السابقة (ركزوا معايا).
قدمت الورقة وختمتها وخلصت وقالتلي الست الجميلة أحلى كلمة سمعتها في حياتي وبعد 3 ساعات متصلة من ال .... ما علينا : خلاص يا حبيبتشي خدي الورقة دي قدميها في مرور بولاق وهم يعملولك الرخصة هناك إن شاء الله، فين حلاوتي بقا؟.. وتم المعلوم..
وما صدقتش نفسي وأخدت الورقة وجريت أنا وزميلي (إلي طبعا شرب الشاي بس كتر خيره سابلي كوبايتي) وخرجنا جري نلحق نروح مرور شبرا ننقذ ما يمكن إنقاذه والساعة بقت 1 ظهراً (عز النقرة
المشهد الثالث
المشهد الثالث : مرور شبرا – كلاكيت ثاني مرة ...الزميل: بصي بقا يا مدام إيمان إحنا نتحرك في كذا اتجاه علشان نخلص النهاردة، حضرتك ادفعي التأمين وأنا أشوف الفحص وبعدين نقدم الورق وربنا يسهل نقدر نلحق نخلص.
حسيت إن الكلام معقول جدا وهو برضه تفكيره منظم عني بكتير الحمد لله لأني كمان خلاص كان نافوخي ساح من الشمس وبتحرك بقوة الدفع الذاتي.
خد الزميل العزيز الورق وراح لضابط الفحص وأنا ذهبت أدفع التأمين الإجباري إلي ملوش أي لازمة من وجهة نظري لأن العربية قديمة ومهما حصل فيها أنا إلي بدفع وسلام مربع للتأمين الإجباري .
دفعت ووقفت بعيد أراقب معركة كلامية هادئة بين الزميل ومسئول الفحص والضابط
الزميل: يالا يا سيدي بقا كبر دماغك وخلص وامضي
مسئول الفحص: يا سيدي دي مخبطة ومش نافع كده
الزميل: يا سيدي دي ست يعني والفولكس مش بايبة رفارفها (مع الاعتذار لعربيتي
مسئول الفحص:.......... وتم المعلوم ومضى الورق
الضابط: أنت عممتني حضرتك كده وخطفتني وكدة مش هينفع
الزميل: معلش يا بيه العربية قديمة وهيا كانت مسافرة وهتعملها إن شاء الله
الضابط: طب الطفاية؟
الزميل: فين يا مدام الطفاية؟
أنا: أهي وأخرجت الطفاية من العربية زي ما هيا من 3 سنين ساعة الفحص السابق ولم تستخدم (منظر بس علشان الفحص) وسلملي على الطفاية
الضابط: دي فاضية
الزميل : لا يا فندم زي ما هي لم تستخدم
الضابط: لا مش نافعة هات واحدة ثانية من الكشك إلي هناك
الزميل:......... في سره
عامل كشك الطفايات: مالها دي؟
أنا: مش عارفة الضابط بيقول مش نافعة هاتوا واحدة تانية وأنا مستخدمتهاش أصلاً
عامل كشك الطفايات: لا حول ولا قوة إلا بالله ... اسمك ايه يا مدام؟ ورقم العربية كام؟
أنا: خدامتك إيمان ورقم العربية ...
عامل كشك الطفايات: تفضلي وكتب عليها الاسم والرقم
الزميل طار بالطفاية للضابط فأفأف شوية فقاله: أصل......وتم المعلوم الكبير وختم الورق
في أثناء ذلك كنت بدردش مع عامل كشك الطفايات وكان راجل ذوق ذوق ذوق الصراحة وقولتله
أنا: فين شبابيك الرخصة الشخصية علشان أقدم بالمرة واخلص النهاردة
عامل كشك الطفايات: في مرور عبود حضرتك مش هنا
فاكرين حالة الإغماء إلي جاتلي أول مرة ... جالي "هارت أتاك" المرة دي بس تماسكت شوية
أنا: إيه؟ مرور عبود ؟
عامل كشك الطفايات: هو حضرتك متعرفيش ده هناك من 12 سنة
أنا: لا معرفش أنا عملتها من عين الصيرة من 10 سنين
عامل كشك الطفايات: حضرتك روحي مرور عبود قدمي الورق واشتري استمارة واتصوري واستلمي الرخصة من هناك ( كتر خيره والله
بطاقتك يامدام
جاء زميلي بعد ما خلص الفحص والي حصل هناك ووجد نفس الذهول على وجهي بعد ما عرفت الخبر الجميل ده وقالي بنفس الهدوء إلي بحسده عليه: ولا يهمك نخلص هنا وربنا يسهل نلحق مرور عبود نخلص هناك.
لمينا الورق الكتير اوي وذهبنا للشباك نقدمه علشان ناخد الرخصة بقا وطبعا بمنتهى التلقائية قدمنا الورق لرجل بشوش وسألنا سؤال منطقي على البطاقة الشخصية
رجل الشباك: بطاقتك يا مدام.
أنا: لحظة واحدة ....أدور في الشنطة، في هدومي، في الدوسيه، في .. مش لاقية حاجة وحسيت بصدمة عصبية حادة (بعد الهارت أتاك إلي فاتت) وتذكرت (بجد والله) إن الست الجميلة البشوشة في مرور عين الصيرة لم تعطيها لي..
إيه رأيكم؟بصراحة وبدون ما أكذب بكيت من التعب وال...... وكل حاجة وطبعا زميلي الهادئ قالي:
الزميل: ولا يهمك نرجع نجيبها من مرور عين الصيرة
أنا:... ذهول
رجل الشباك: معاكي جواز سفر على العنوان ده وساري المفعول؟
أنا: أيوة في البيت
رجل الشباك: تقدري تجبيه نشتغل بيه لغاية ما تجيبي البطاقة وتيجي؟
أنا: ممكن طبعاً
الزميل: كتر خيرك يا ريس... وتم المعلوم لحين ورود الباسبور والبطاقة
ذهبنا لمنزلي العامر بشبرا أجيب الباسبور وأول ما ماما شافتني قالتلي مبروك خلصتي؟ طبعا يا حبيبتي يا ماما فاكرة الدنيا حلوة وسهلة قولتلها لسه يا ماما جاية أخد الباسبور لأني نسيت البطاقة في مرور عين الصيرة وطبعا دي غلطة عمري لغاية ما نزلت وهيا بتبستفني على كده .
رجعنا المرور سلمنا الباسبور وقالولنا انتظروا ربع ساعة واستلموا الرخصة.. رجعنا مرور عين الصيرة ودخلت على الست البشوشة وأول ما شافتني
الست البشوشة: يا حبيتشييييييييي ... دأنا جريت وراكي والله علشان أديكي البطاقة
أنا: وفي عيني نفس النظرة البلهاء ... مهو أنا جريت علشان ألحق مرور شبرا
الست البشوشة: يا حبيتشييييييييي ... إنتي رجعتي تاني من هناك؟
أنا: طبعاً أعمل إيه؟؟؟؟
الست البشوشة: معلش يا حبيبتشي حصل خير.
رجعت مرور شبرا ( مش عارفة كلاكيت كام مرة) وعلى وجهي علامات الانتصار بحصولي على البطاقة وعندي كل الأمل في الحصول على الرخصة .. ندهوا الاسم مكنتش مصدقة.. مضيت ومسكت الرخصة في إيدي وأنا بتشاهد الشهادتين ... ساعتها قالي زميلي الهادئ
الزميل: يالا بقا نلحق نروح مرور عبود الساعة لسه 3
أنا: أنا تعبت
الزميل: هيا علقة واحدة ونخلص بقاااا (خفت يخرج عن هدوءه بصراحة مش عارفة ليه)
أنا: فاضل شهادتين نظر وباطنه
الزميل: نجيبهم من أي حته واحنا رايحين (نضربهم يعني
أنا: طب في مستشفى هنا أهي
سألت عامل أمام المرور بيركن السيارات قالي الشهادة ب 20 جنية قولتله ماشي و... تم المعلوم وفي 10 دقائق كانت الشهادتين في إيدي (لا كشف ولا يحزنون) عمار يا مصر..
طرنا على مرور عبود وبعد سؤال ذهبنا إلى الشباك والحق يقال الدنيا كانت فاضية خااالص لتغيير الوردية وقدمت الورق ودخلنا في دوامة ثانية من الأوراق والدمغات والاستمارات وطبعا ذهبنا في أكثر من اتجاه أنا والزميل العزيز علشان نخلص بقااااا زي ما قال .
الضابط وعامة الشعب
قدمنا الورق في الشباك وحصل هذا الموقف كما أقوله بالضبط وكان يقف جنبي ضابط برتبة مقدم يقدم هو الآخر ورق رخصته .
أنا: حضرتك ضابط؟
الضابط: أيوة ..ليه؟
أنا: بجد حضرتك ضابط وإلا لابس كده يعني؟
الضابط بضحكة بسيطة: أه والله ضابط
أنا: وواقف زي عامة الشعب معانا تطلع الرخصة من الشباك؟
الضابط: أه شفتي بقا الديمقراطية
أنا: تحيا جمهورية مصر العربية.. وهتف كل الحاضرين عمار يا مصر والدموع غرقت الأرض .
بعد تقديم الأوراق والشعور بجزء من الهدوء النسبي والسعادة الغامرة السابقة للحصول على رخصة العربية (3 سنوات طبعا) وقرب الحصول على رخصة القيادة ( 10 سنوات) وقرب مرواحنا لبيتنا العزيز العامر، نودي عليا للتصوير
وما أدراك ما تصوير الكمبيوتر وكأنك مطلوب القبض عليك وطبعا شكلك عار وصدمة ولا أعلم لماذا لا يكون هناك تصوير جيد بدل الصور إلي بتفضل معانا عمرنا كله وإحنا بنعيط من شكلنا وإصرارهم العجيب على عدم أخد صورة كويسة بدل تصورينا بطريقة فاشلة وكل ما تشوفها يجيلك إغماء وهارت أتاك .
طبعا رفضت البنت الجميلة عرضي بأخد صورة ضوئية من صورة الباسبور (مع انه إثبات شخصية) وأصرت على تصويري لايف وما أدراكم ما اللايف بعد هذا اليوم الواحد شكله إيه ..لا تعليق
وبعد 10 دقائق على الأكثر نودي عليا واستلمت الرخصة بين مصدق ومكذب ومسكت الاثنين في ايدي وكنت في حالة غير عادية من الفرح والتعب والذهول لما حدث لنا في هذا اليوم الغريب وقالي لي زميلي الهادئ:
الزميل: مبروك الرخصتين ...إيه رأيك؟ مش كده أحسن
أنا: الحمد لله بس تعبنا أوي
الزميل: لا عادي ولا يهمك ...يالا نروح بقااااااااااااااااا (غربية مش عارفة ليه حسيت إنه زهقان)
انا: يالا وجزاك الله ألف خير
رجعني مرور شبرا حيث عربيتي هناك وطبعا جاء الرجل السايس إلي هناك يكمل علينا ... تعالي يا مدام ..هه هه هه تعالي تعالي ايوة تمام كده خيشتي حضرتك العربية محتاجة تصليح . لا تعليق...
وسلام مربع كبير أوي للرخصتين وأبقي قابليني يا حكومة لو رخصت تاني..
بذمتكم مش عمار يا مصر آخر حاجة؟؟؟؟